السبت، 16 أكتوبر 2010

أمريكا الجنوبية تجسد الحضارة في عمال المناجم, وأحمدي نجاد ماذا بعد؟

*-نجاد من بنت جبيل يدعو اسرائيل الى الاستسلام وترك منازلهم والعودة الى دولهم الاصلية وترك فلسطين

دعوة تثلج الصدور سيما تلك الكلمات “ترك فلسطين”, يا الله ما أجمل وقعها على الآذان, خاصة بعد تلك السنوات من العذاب الذي سببه لنا وجودهم هنا على أرض فلسطين, كم أتمنى أن تستجيب إسرائيل لهذه الدعوة.

فاصلة استدراك

لم يقدم نجاد أي خطة عملية تسعف الفلسطينيين من التهجير الذي تلوح به إسرائيل عبر إقرار يهوديتها واعتراف أمريكي بتاريخ قديم, حسبما صرح الناطق باسم الخارجية الأمريكية, ربما سيتبع نجاد خطابه “الناري” بخطة يفاجئ بها إسرائيل ويجعلها تتمهل في إجراءاتها ضد الوجود العربي في فلسطين, أما اذا كان خطابه فقط لمجرد الخطاب على اعتبار أنه “زعيم فخري” لدولة قاب قوسين من كونها دولة نووية, فإن خطابه هذا لا يختلف عن اعتزامه إلقاء “الحجر” – الذي تراجع عنه – على السياج الإسرائيلي عند بوابة فاطمة, ان كلمته تشبه تماما كلمة جورج بوش إبان حكمه –من على ظهر بارجة – “سنربح” , ثم يصمت وينظر بعين ثاقبة إلى المستمعين ليستبين مدى الإعجاب والتصفيق الذي لحق بالمستمعين.

* -انقاذ كل العمال التشيليين بعد احتجاز في منجم قرابة 70 يوما بعملية لم تزد عن 24 ساعة

مرة أخرى تثبت أمريكا الجنوبية أن هناك ما يسمى “إرادة الحياة” وأنها –دول- تمتلك حضارة, تستحق الاحترام, الرئيس التشيلي لم يبرح المكان حتى يتم إخراج آخر عامل من المنجم المكمورقرب الحمم البركانية, وهنا ترى الرئيس في المكان يلعب كل الأدوار يعتمر قبعة عمال المناجم ليس من باب التظاهرة الإعلامية ولكنه يمارس منصبه تجاه شعبه, وتراه أحيانا ناطقا إعلاميا يصرح للصحفيين حيثيات عملية الإنقاذ, ويشرح التفاصيل وإذا لم تكن تعرفه ستشعر بأنه أحد العمال أو الفنيين القائمين على عملية الإنقاذ ولن يخطر ببالك أنه الرئيس “لأنك تعودت أن ترى الرئيس في المقصورة فقط, أو تلمح تقاطيع وجهه العابسة من خلف الزجاج المعتم المضاد للرصاص”, وأحيانا تراه –الرئيس التشيلي- فلاحا رومنسيا عندما يجمع لك مكونات تاريخ انتهاء عملية الإنقاذ هكذا ” 13 أكتوبر/تشرين الاول 2010، اي 10 10 13، مما يعني انه في حال جمع هذه الارقام فان النتيجة ستكون 33، وهو عدد العمال الذين يتم انتشالهم في هذه اللحظات”.

ثم تشعر بأنه أبا لأحد المحتجزين عندما يعانقهم ويتحدث إليهم بدفء الأبوة وهو يمسك بأكتافهم, هنا تقشعر الأبدان وتتمنى لو أنك كنت تشيليا, تماما كما يتمنى “تشافيز” أن يكون عربيا عندما يتحدث عن صلاح الدين أو المعتصم أو جمال عبد الناصر.

عندما كنت أتابع الخبر وتفاصيله, تذكرت فجأة ودون سابق تخطيط البحارة المصريين الذين تمكنوا من فك أعناقهم من خاطفيهم.

وهنا أسأل لماذا لم تذكرهم وسائل الإعلام, لماذا تتجاهل الحكومة مواطنيها بهذا الشكل؟؟؟, هل أصبحنا من دون حضارة, هنا لا نتحدث عن الصراع لا مع أمريكا ولا مع الصفويين, ولكن نتحدث عن السلوك الإنساني المحض الذي يجب أن تتبعه الحكومات تجاه مواطنيها.

وعندما –”معلش تحملوني” – رأيت الأطباء يضعون “النضارات” على أعين العمال وذلك بسبب تواجدهم في مكان معتم –نوعا ما- لمدة تزيد عن شهرين, لتلافي خطر –النور- إن صح التعبير, تبادر إلى ذهني -فورا- أنه يجب علينا أن نفقأ أعين المعتقلين الذين يقبعون في ظلمات بعض الأنظمة العربية منذ سنين فور خروجهم “إن شاء الله”.

إذا غنى القلم زاوية يكتبها ثائر جبر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق